أم يحيى المديرة العامة
عدد الرسائل : 793 البلد : تاريخ التسجيل : 26/11/2007
| موضوع: هل أنت من أهل (إياك نعبد ) حقيقة ..كلام نفيس لإبن القيم رحم الأربعاء فبراير 13, 2008 11:14 pm | |
| أهل الإخلاص للمعبود والمتابعة هم حقيقة أهل (إياك نعبد)
فأعمالهم كلها لله، وأقوالهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعهم لله، وحبهم لله، وبغضهم لله، فمعاملتهم ظاهرا وباطنا لوجه الله وحده، لايريدون بذلك من الناس جزاء ولاشكورا، ولا ابتغاء الجاه عندهم، ولاطلب المحمدة والمنزلة في قلوبهم، ولاهربا من ذمهم، بل قد عدوا الناس بمنزلة أصحاب القبور، لايملكون لهم ضرا ولانفعا، ولاموتا ولا حياة ولانشورا، فالعمل لأجل هؤلاء وابتغاء الجاه والمنزلة عندهم ورجاؤهم للضر والنفع منهم لايكون من عارف البتة، بل من جاهل بشأنهم، وجاهل بربه، فمن عرف الناس أنزلهم منازلهم، ومن عرف الله أخلص له أعماله وأقواله، وعطاءه ومنعه، وحبه وبغضه، ولا يعامل أحد الخلق دون الله إلا لجهله بالله وجهله بالخلق، وإلا فإذا عرف الله وعرف الناس، اثر معاملة الله على معاملتهم، وكذلك أعمالهم كلها وعبادتهم موافقة لأمر الله، ولما يحبه ويرضاه، وهذا هو العمل الذي لايقبل الله من عامل سواه ، وهو الذي بلا عباده بالموت والحياة لأجله قال الله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) (تبارك:2 )، وجعل ما على الأرض زينة لها ليختبرهم أيهم أحسن عملا ، قال الفضيل بن عياض : هو أخلصه وأصوبه . قالوا ياأبا علي : ماأخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإن كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا ..
والخالص : ماكان لله
والصواب: ماكان على السنة
وهذا هو المذكور في قوله تعالى : (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا ) الكهف : 110
وفي قوله تعالى : (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ) النساء:125
فلايقبل الله من العمل إلا ماكان خالصا لوجهه، على متابعة أمره، وماعدا ذلك فهو مردود على عامله، يعود عليه أحوج ماهو إليه هباءا منثورا ..
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد )) وكل عمل بلا اقتداء فإنه لايزيد عامله من الله إلا بعدا، فإن الله تعالى إنما يعبد بأمره لا بالاراء والأهواء .
من كتاب بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن قيم الجوزية ..الجزء الأول ص 184-185
أسأله سبحانه أن نكون من أهل إياك نعبد حقيقة ...ولن يتحقق هذا إلا بأصلين عظيمين هما
الإخلاص للمعبود ..
ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وفقنا الله لما يحب ويرضى ..وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ...
| |
|