أم يحيى المديرة العامة
عدد الرسائل : 793 البلد : تاريخ التسجيل : 26/11/2007
| موضوع: جسوري في الرماد !! رسالة عاجلة إلى فلسطين الحبيبة .. الأحد يناير 27, 2008 11:31 am | |
| رسالة عاجلة من كل عربي مسلم غيور إلى القدس الحبيبة ..
جُسُورِي فِي الرَّمَاد ! !
شعر : د. محمود بن سعود الحليبي
حُبْلَى بِثَأْرِكِ أُمَّتِي وَعُصُورِي
ثَكْلَى بِفَقْدِكِ دَوْحَتِي وَطُيُورِي
جَوْعَى بِبُؤْسِكِ فَرْحَتِي وَبَشَائِرِي
شَبْعَى بِجُوعِكِ أَحْرُفِي وَسُطُورِي
سَهْرَى لِجُرْحِكِ مُقْلَتِي وَمَواجِعِي
نَزِفٌ بِذِكْرِكِ خَافِقِي وَضَمِيرِي
أَنَا مَا نَسِيتُكِ يَا حَبِيبَةُ أَلْفُ مَا
إِنِّي وَهَبْتُكِ غَيْبَتِي وَحُضُورِي
مَا غِبْتِ يَا أُمَّ المَدَائِنِ لَحْظَةً
عَنْ طَرْفِ ذَاكِرَتِي وَهَمْسِ شُعُورِي
إِنِّي أُحِسُّكِ قِطْعَةً مِنْ خَاطِرِي
وَأَرَاكِ فِي صَحْوِي وَعِنْدَ سَرِِيرِي
أَلْقَاكِ بَيْنَ رُفُوفِ مَكْتَبَتِي سَنَا
عُرْسٍ يُبَدِّدُ مَأْتَمَ الدَّيْجُورِ
فَأَرَاكِ وَالأَقْصَى نَسَائِمَ هَيْبَةٍ
تَسْرِي إِلَيََّ عَلَى خُيُوطِ حَرِيرِ
وَأَرَاكِ وَالتَّارِيخَ تَوْأَمَ أُمَّةٍ
شَادَتْ مِنَ الأَمْجَادِ كُلَّ كَبِيرِ
تَسْتَافُ أَخْيِلَتِي رُؤَاكِ مَعَ النَّدَى
وَأَغُوصُ فِي أُفُقٍ إِلَيْكِ غَزِيرِ
تَتَبَلَّجِينَ إِلَى عُيُونِيَ كَالضُّحَى
لَمَعَاتِ صَحْوٍ أَوْ بُرُوقَ مَطِيرِ
فِي كُلِّ قُبَّةِ مَسْجِدٍ طَافَتْ بِهَا
بِيضُ الحَمَائِمِ فِي جَلالِ النُّورِ
فِي صَوْتِ مِئْذَنَةٍ أَثَارَ حَنِينَهَا
وَعْدُ الصَّبَاحِ وَصَحْوَةُ العُصْفُورِ !
فِي نَكْهَةِ الزَّيْتُونِ حِينَ أَشُمُّهُ
فِي زَيْتِهِ الأَنْقَى مِنَ البَلُّورِ
تَحْيَيْنَ فِي رُوحِي وَبَيْنَ أَضَالِعِي
وَعَلَى ضِفَافِ مَدَامِعِي وَسُرُورِي
فِي لُقْمَتِي فِي بَسْمَتِي فِي عَبْرَتِي
فِي رِيقِيَ المَغْلِيِّ بِالتَّعْبِيرِ
قُدْسَاهُ لَوْ يُجْزِي التُّرَابُ لَقُلْتُهَا :
كُونِي سَحُورَ حُشَاشَتِي وَفطُورِي
لَهْفِي عَلَيْكِ وَقَدْ غَدَوْتِ ضَحِيَّةً
مَا بَيْنَ جَارِحَةٍ وَعَيْنِ نُسُورِ
وَأَنَا بَعِيدٌ عَنْ لِقَاكِ مُكَبَّلٌ
حَتَّى فَمِي مَا عَادَ فِيكِ نَصِيرِي !
لاَ لَنْ يُعِيدَكِ يَا حَبِيبَةُ لِلْحِمَى
شِعْرِي وَلاَ يَشْفِي الجَوَى مَنْثُورِي
شَطَّ المَزَارُ حَبِيبَتِي وَتَقَهْقَرَتْ
خُضْرُ الدُّرُوبِ وَفِي الرَّمَادِ جُسُورِي !
ظَمَأُ المَخَاوِفِ هَدَّ صَبْرَ قَوَافِلِي
فَأَذَابَ عَزْمَةَ مُهْجَتِي وَبَعِيرِي
لَهْفِي عَلَيْكِ وَقَدْ غَدَوْتُ مُجَرَّدًا
إِلاَّ مِنَ التَّخْوِيفِ وَالتَّخْدِيرِ
لَهْفِي عَلَيْكِ وَقَدْ غَدَوْتُ مُجَرَّدًا
مِنْ سَيْفِ جَدِّي مِنْ صَدَى تَكْبِيرِي !
أَجْثُو حِيَالَكِ كَالخِرَافِ مُنَكِّسًا
رَأْسِي وَهَمِّي : عُشْبَتِي وَمَصِيرِي
لاَ تَنْظُرِي لِي هكَذَا مَحْبُوبَتِي
ذَنْبِي لأَنِّي مُرْغَمٌ وَعَذِيرِي :
قَوْمِي الَّذِينَ تَمَزَّقُوا شِيَعًا فَمَا
قَدِرُوا عَلَى قَشٍّ وَلاَ قِطْمِيرِ !
عَرَبٌ يُكَسِّرُ فِي رِمَاحِهِمُ الجَفَا
لَيْسَ الهَوَانُ مَعَ الجَفَا بِكَثِيرِ
هُمْ قَيَّدُوكِ وَقَيَّدُونِيَ خِلْسَةً
وَرَمَوْكِ لِلْمَأْفُونِ وَالمَسْعُورِ
قِرْدٌ وَرَاعِيَةُ السَّلاَمِ تَحُفُّهُ
بِالحَدْبِ وَالتَّمْكِينِ وَالتَّوْقِيرِ
قِرْدٌ يعربدُ في حماكِ وَهَمُّهُمْ
فِي السَّعْيِ خَلْفَ مُضَلِّلٍ سِكِّيرِ
يَدْعُو إِلَى سِلْمٍ وَعَيْنُ جَرَادِهِ
جَوْعَى إِلَى الإِفْسَادِ وَالتَّدْمِيرِ
أَكَلَتْ جَنَى الإِرْهَابِ فِيكِ وَخَلَّفَتْ
لَهُمُ نَوَى التَّعْرِيفِ وَالتَّنْكِيرِ
يَرْنُونَ لِلنَّصْرِ القَرِيبِ بِمُقْلَةٍ
عَلِقَتْ بِخُطَّةِ مُجْرِمٍ وَحَقِيرِ
يَحْشُو بِدَعْوَى السِّلْمِ حُرَّ أُنُوفِنَا
وَالأَهْلُ بَيْنَ مُجَدَّلٍ وَأَسِيرِ
يَدْعُو إِلَى أَمْنٍ وَيَنْصبُ قِدْرَهُ
لِلأقْرَبِينَ عَلَى لَظًى وَسَعِيرِ
يَحْثُو تُرَابَ الذُّلِّ فَوْقَ رُؤُسِنَا
وَنَعِيشُ بَيْنَ فَرَزْدَقٍ وَجَرِيرِ !
يَا قُدْسُ نَصْرُكِ مِنْكِ لاَ تَتَلَفَّتِي
لِدُعَاءِ سِلْمٍ أَوْ نِدَاءِ غَرِيرِ
مُدِّي يَدَيْكِ لِصَامِدٍ مُتَيَقِّظٍ
لاَ تُدْرِكُ الأنوارَ عَيْنُ ضَرِيرِ !
هذي سِبَاعُكِ رغْمَ كُلِّ شِبَاكِهِمْ
تَغْتَالُ كُلَّ مُقَرَّدٍ خِنْزِيرِ
اللَّيْثُ دُونَكِ لِلرَّدَى مُتَوَثِّبٌ
عَشِقَ الشَّهَادَةَ فِي لَظَى التَّفْجِيرِ
وَالطِّفْلُ بَيْنَ يَدَيكِ شَبَّ وَرُبَّمَا
رَفَعَ الأَذَى يَوْمًا ذِرَاعُ صَغِيرِ !
مَلأَ الدُّنَا عِزًا وَأَخْرَسَ فِعْلُهُ
أَصْوَاتَ كُلِّ مُفوََّهٍ نِحْرِيرِ
لَمْ يَكْفِهِ جَرْحُ العَدُوِّ وَإِنَّمَا
أَهْدَاهُ كُلَّ مُغَنَّجٍ مِعْطِيرِ
يَكْفِيكِ مِنْ أُمِّ الشَّهِيدِ تَجَلُّدٌ
أَقْوَى مِنَ التَنْدِيدِ وَالتَحْذِيرِ
تَرْمِِي إِلَى يَمِّ الرَّدَى فَلَذَاتِهَا
مِنْ أَجْلِ عَيْنِكِ يَا أَعَزَّ عَشِيرِ
أَحْلَى مِنَ الحِنَّاءِ يَوْمَ زِفَافِهَا
دَمُهُ وَأَزْكَى مِنْ شذًى وعَبِيرِ
يَا قُدْسُ حَسْبُكِ أَنْ غَدَوْتِ ـ كَرَامَةً
ـ مَسْرَىً لِخَيْرِ مُبَشِّرٍ وَنَذِيرِ
فَتَفَاءَلِي بِالخَيْرِ لاَ تَتَسَرَّعِي
لِعِنَاقِ حُلْمٍ بَاتَ غَيْرَ عَسِيرِ
وَالَّليْلَةُ الظَّلْمَاءُ أَجْمَلُ رُبَّمَا
مِنْ وَجْهِ صُبْحٍ شَاهَ بِالتَّكْدِيرِ
سِيرِي عَلَى اسْمِ اللهِ مَا أَغْلَى خُطًا
سَارَتْ لأَجْلِ اللهِ خَيْرَ مَسِيرِ !!
وَتَرَقَّبِي النصرَ المؤزَّر وَاصْبِرِي
مَا نَالَ شَارِدَةَ المُنَى كَصَبُورِ!!
| |
|