تسبِّح اللهَ في مغانيها..

بسم الله الرحمان الرحيم

النفس تبكى على الدنيا و قد علمت ...
أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها...
إلا التى كان قبل الموت بانيها

فان بناها بخير طاب مسكنه ...
و إن بناها بشر خاب بانيها

أين الملوك التى كانت مسلطنة ...
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا لذوى الميراث نجمعها...
و ديارنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن فى الأفاق قد بنيت ...
أمست خرابا ودان الموت دانيها

إن المكارم أخلاق مطهرة...
الدين أولها و العقل ثانيها

و العلم ثالثها و الحلم رابعها ...
و الجود خامسها و الفضل ساديها
و البر سابعها و الشكر ثامنها ...
و الصبر تاسعها و اللين باقيها
و النفس تعلم أنى لا اصادقها ...
و لست أرشد إلا حين اعصيها
لا تركنن إلى الدنيا و ما فيها ...
فالموت لا شك يفنينا و يفنيها
و اعمل لدار غداً رضوان خازنه...
و الجار أحمد و الرحمن ناشيها
قصورها ذهب و المسك طينتها ...
و الزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن مصفى و من عسل ...
و الخمر يجرى رحيقا فى مجاريها
و الطير تجرى على الأغصان عاكفة ...
تسبح الله جهراً فى مغانيها
فمن يشترى الدار فى الفردوس يعمرها ...
بركعة فى ظلام الليل يحييها