ظلموني للعلامة الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله
كاتب الموضوع
رسالة
أم يحيى المديرة العامة
عدد الرسائل : 793 البلد : تاريخ التسجيل : 26/11/2007
موضوع: ظلموني للعلامة الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله الأربعاء ديسمبر 12, 2007 12:24 am
ظلموني
نشرت هذه القصيدة لأول مرة في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عدد ربيع الأول 1398 وفي جريدة الشعب الموريتانية في عدد 19 رمضان1398وفي مجلة الإرشاد اليمنية في عدد صفر 1402وهي منشورة في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين .
ظلموني حقا لقد ظلموني حرَموني الحياة َ في ظل ديني
حكموني بغير ديني فنفسي في اضطرابٍ وأمتي في شجون
أبْعَدوني عن هدْيِه فخُطاي الْـيومَ عُرجٌ مُصابةٌ بالجنون
أبْعدوني عن نوره فظلامُ الـليلِ حوليَّ مُوحِشٌ بالسكون
أبعَدوني عن الهدى فأضاعوني وقد كنتُ في حماه الحصين
عشت ُ في ظله عزيزا رفيعَ الـرأسٍِ لا أنحني لعسْْف القرون
ظلموني لمْ ينشُروا العدلَ في أرضي ولم يزرعوا بذورَ اليقين
بذروا الذلَّ والمهانةَ في نفسي وضحّوا بعزتي للهُون
ظلموني فبذَّروا المالَ تبذيـراً وفي أمتي جياعُ البطون
فإذا ثروتي تَدَفَّقُ في الغرْبِ ليحيا بها بنو صهيون
ظلموني فسلموا الوطن الغالي على الرغمِ من صلاح الدين
وأضاعوا ما أحرزَ البطلُ الناصر ُ بالسيفِ في رُبَى حِطِّين
ظلموني فحكَّموا الغرب َفي أمــْـري وحادوا عن الكتاب المبين
فاعتلى كرسيَّ القضا يتحدَّاني ويقضي بحُكمه في شؤوني
ظلموني أنا الذي علَّم الغرْبَ شؤونَ الدستورِ والقانون
من كنوزي استفاد ، كيف أصير اليوم تلميذه ؟ لقد ظلموني
أنا قاضي الوجودِ والحاكمُ العادلُ أقضي بالعلمِ ِلا بالظنون
بيدي المُصحفُ الكريمُ أأحتاجُ إلى الجاهلين في التقنين؟
كيفَ أقضي بشرعِهمْ وكتابُ الله غضُّ التنزيلِِ والتبيين
من ينابيعه تفجرتِ الأنْــهارُ واخضلتِ الربى بالمعين
ظلموني كنت المعلم والأستاذَ ، مني استمدَّ أهلُ الفنون
ظلموني فمزَّقوا شملَ أبـــْـنائي وحدُّوا الحدودَ بين البنينِِ
ولقدْ كان عالَمي الأُفقَ الـرحْبَ وكانتْ أطرافُه في الصين