اشرفيات ... ( هل حرق الحجاب ! )

هل حرق الحجاب ؟

وقفتْ في قاعة الحرم الجامعي
وأخرجت الحجاب من حقيبتها وتحجبت
" الله أكبر "
فما كان من المحاضر إلا أن استدعى الأمن ،
قادوها إلى مكتب مدير الجامعة
فيما عاد المحاضر ليُكمل بقيّة محاضرته
حول النظريّة الداروينيّة .
ماذا فعلت ِ يا سعاد ؟
قمت ُ بما يرضي قناعتي
ولكنّك ِ تعلمين جيّدا ً أنّ قوانين الجامعة ِ تمنع ُ
ارتداء الحجاب في الحرم الجامعي .
أنت ِ لست ِ طالبة جديدة ، أنت ِ في السنة الثانية يا ابنتي .
لكنْ يا سيادة المدير ...
وقبل أنْ تتمّ كلامها رنّ الهاتف في مكتب المدير ،
آلو ...
هي دقيقة واحدة وأقفل المدير سماعة الهاتف ،
هل سمعت ِ يا سعاد ،
قد تسرّب الخبرُ إلى الجهات المعنيّة في البلد ,
والبقيّة حتما ً ستأتي .

ولكنْ يا سعادة المدير ، أوليس من حقّي أن ْ ...

وهنا دخل مدير أمن الجامعة دون استئذان ،

حازم , ما الذي حصل ؟

أوامر عليا يا سيدي ،

بإمكانكَ الانتظار قليلا ً

فأنا أقوم باستجواب سعاد ، علّنا نحلّ المشكلة ،

لم ْ تفهمني يا سيدي ،

الأوامر ُموجّهة لشخصك َ ولا مكان للتأخير في تنفيذها إطلاقا ً !

وهنا نظر حازم إلى سعاد قائلا ً :-

بإمكانك الانتظار قليلا ً في الخارج

خرجت سعاد من الغرفة ِ فوجدت العم صابر بانتظارها

وكأس الليمون الطازج بيده ،

تفضّلي يا ابنتي ،

شكرا ً يا عم صابر ، هل ُتدرك عمق المأساة ، كيف يمكن لبلد ..

إنّها ُتشبهك ِ كثيرا ً ،

من ْ ؟

حفيدتي ، احتفلنا قبل أسبوع ٍ بعيد ميلادها السابع ،

ُحلمها الكبير أنْ ُتصبح َ صحفية كبيرة ،

الأولاد زينة الدنيا ، قالها وهو يدير ظهره ويمضي بعيدا ً ،

كرّر كلامك َ ،

الأمر في غاية الوضوح ِ ،

عليك َ أن ْ تخرج وتحرق الحجاب أمام الطلاب ،

كيف َ َأقوم بذلك ؟ أيّ أوامر هذه ! لا والله ، الموضوع ليس ..

وهنا دخل العم صابر بعد أنْ قرع الباب دون أنْ ينتظر

أذن الدخول ،

لجنة ٌ من جمعيّة حقوق الإنسان الدوليّة في الخارج

ينتظرون مقابلتك َ ،

الله أكبر وكأنّ هذا ما كان َ ينقصني الآن ،

ماذا أفعل يا حازم ؟ الوضع أصبح ُمحرجا ً للغاية ،

سأقوم باتصالاتي وأعود ، حاول أنْ تكسب أكبر قدر ٍ

من الوقت .


كيف َ تتعاملون َ مع الحريّة الدينية في جزئيّة

الرموز الدينية في الجامعة ؟

ها ... وما الذي حدث عندها ؟

لم أسمع بقيّة الكلام يا عزيزتي فقد حضر حازم

برفقة عنصر مرافق ، دخل هو إلى غرفة المدير

وقام العنصر المُرافق بالحراسة خارج الغرفة

فلم يعد باستطاعتي سماع الكلام من خلف الباب .

وما الذي حلّ بالفتاة ؟

ما أعلمه أنّها تتبوأ اليوم

منصبا ً أكاديميا ً رفيع المستوى ،

هل كانت ُمتفوّقة في دراستها إلى هذا الحد ؟

بل إنّها بالكاد كانت تنجح في نيل علامات متوسطة وما دون المتوسّط ،

فالتناقض الذي عايشته من خلال خلفيتها الدينية من جهة

وعلمانيّة المواضيع التي درستها

هذا التناقض جعلها لا تقتنع بمواد الدراسة

لكنّ هاجس التخرج ونيل الشهادة الجامعية

جعلها تواكب على الدراسة كي تحظى بعدها بفرصة العمل

لتُساهم في إعالة عائلتها الفقيرة ،

هل تذكر ما الذي قد حلّ بالمدير ؟

وجد العم صابر نفسه في حرج كبير وكأنّ معاشه التقاعدي

منوط بجوابه ( مع أنّه قد أحيل إلى التقاعد منذ عدة سنوات !!!! )

الذاكرة لم تعد ُتسعفني ،

وقبل أنْ استوضح منك َ حول حرق الحجاب من عدمه

أستفهم قبل ُ

هل أنت مع حرية ارتداء الحجاب في الجامعات أم أنك َ ضده ُ ؟

أنا يا حفيدتي الجميلة مع الذي فيه خير الأمة ،

وأين خير الأمة يا جدي ؟

" الله أعلم " ....