منبر الأحبة
مرحبا بك زائرنا الحبيب وأسعد الله اوقاتك معنا بكل خير
منبر الأحبة
مرحبا بك زائرنا الحبيب وأسعد الله اوقاتك معنا بكل خير
منبر الأحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منبر الأحبة

الإسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من كتاب أدب المجالسة وحق الجليس الصالح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم يحيى
المديرة العامة
المديرة العامة
أم يحيى


عدد الرسائل : 793
البلد : من كتاب أدب المجالسة وحق الجليس الصالح Ma10
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

من كتاب أدب المجالسة وحق الجليس الصالح Empty
مُساهمةموضوع: من كتاب أدب المجالسة وحق الجليس الصالح   من كتاب أدب المجالسة وحق الجليس الصالح Icon_minitime1الخميس ديسمبر 20, 2007 1:47 am

من كتاب أدب المجالسة وحق الجليس الصالح 1-210السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدب المجالسة وحق الجليس الصالح

أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف، وأحمد بن عبد الله بن عمر، وخلف بن
سعيد بن أحمد، وسعيد بن سيّد، ومحمد بن عبد الله بن حكم، وأحمد بن عبد
الله بن محمدّ بن عليّ، واللفظ لسعيد بن سيّد، قالوا : حدثنا محّمد بن عمر
بن لبانة، وسليمان بن عبد السّلام، قالا: حدثنا محّمد بن أحمد العتيبيّ،
عن أبي المصعب الزّهري، عن عبد العزيز بن أبي حازم، وحدّثنا عبد الوارث بن
سفيان، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا بكر بن حماّد، قال : حدّثنا
مسدّد : حدثنا أبو عوانة كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي
هريرة : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : "من قام من مجلسه، ثم
رجع فهو أحقّ به"
ورواه حّماد بن سلمة عن سهيل، بإسناد مثله.


وحدثنا سعيد بن نصر، وعبد الوارث بن سفيان، وأحمد بن محّمد، وأحمد بن
قاسم قالوا : حدّثنا قاسم، قال : حدثنا ابن وضّاح، قال : حدّثنا محمد بن
مسعود، قال : حدّثنا يحيى القطّان، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبريّ،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أتى أحدكم المجلس
فليسلّم، وإذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحقّ من الأخرى"
.


وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال حدثنا أبو بكر محمد بن
داسة قال: حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال : حدثنا عبد الله بن
مسلمة القعنبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي المولى عن عبد الرحمن بن أبي
عمرة الأنصاري عن أبي سعيد الخدريّ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم، يقول : " لا يقيمن أحدكم أخاه من مجلسه ثم يجلس فيه " قال : وكان
ابن عمر إذا قام له رجلٌ من مجلسه، من غير أني يقيمه لم يجلس فيه. ومن
حديث أبي بكرة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : مثله.

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " المجالس بالأمانة، وإنما
يتجالس الرّجلان بأمانة الله عز ّوجلّ فإذا تفرّقا فليستر كلٌّ منهما حديث
صاحبه "
وقال أبو البختري : كانوا يكرهون أن يقوم الرجل للرّجل من مجلسه،
ولكن ليوسع له.


ومن حديث سعيد المقبري ، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه
وسلّم، قال : " لا يوسّع في المجالس إلاّ لثلاثة :لذي علم لعلمه، ولذي سن
لسنّه، أو لذي سلطان لسلطانه".



ومن حديث جابر عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " المجالس
بالأمانة إلا ثلاثة: مجلسٌ سفك فيه دمٌ حرامٌ، ومجلسٌ استحلّ فيه فرجٌ
حرام، ومجلسٌ استحلّ فيه مالٌ حرام بغير حقه".



ومن حديث عمر بن عبد العزيز، عن محّمد بن كعب القرظّي، عن ابن عباس عن
النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: "لكل شيءٍ شرفٌ، وإنّ شرف المجالس،
ما استقبل فيه القبلة".



وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: "إذا جلس إليك رجلٌ، فلا تقومنّ حتى تستأذنه".


وقال صلّى الله عليه وسلّم: "إذا قام الرّجل من مجلسه، فهو أحق به حتّى ينصرف إليه، ما لم يودِّع جلساءه بالسَّلام".


وقال صلّى الله عليه وسلّم: "لا يفرِّق واحدٌ منكم بين اثنين متجالسين إلاَّ بإذنهما، ولكن تفسَّحوا وأوسعوا".


وقال أنس بن مالكٍ: ما أخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم ركبتيه
ولا قدميه بين يدي جليسٍ له قطّ، ولا تناول أحدٌ يده فتركها حتّى يكون هو
الّذي يدعها.

وقال ابن شهاب: كان رجل يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان لا
يزال يتناول عن وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلم الشيء، وكأنّ ذلك آذى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا نزع أحدكم عن أخيه شيئاً فليره إياّه".


وحدث الحسن البصري : أنّ رجلاً تناول عن رأس عمر بن الخطّاب شيئاً
فتركه مرتين، ثم تناول الثالثة، فأخذ عمر بيده، فقال:أرني ما أخذت؟ وإذا
هو لم يأخذ شيئاً!! فقال: انظروا إلى هذا، قد صنع هذا ثلاث مراتٍ يريني
أنّه يأخذ من رأسي شيئاً ولا يأخذه، فإذا أخذ أحدكم من رأس أخيه شيئاً
فليره إيّاه.

قال الحسن: نهاهم أمير المؤمنين عن الملق.


و قال الحسن: لو أنّ إنساناً أخذ من رأسي شيئا، قلت: صرف الله عنك السُّوء.

وكان محّمد بن سيرين: إذا أخذ أحدٌ من لحيته أو رأسه شيئاً، قال:لا عدمت نافعاً.


و روي عن عمر بن الخطّاب أنه قال: إذا أخذ أحدٌ عنك شيئاً، فقل: أخذت بيدك خيراً.

وقد روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال:لأبي أيّوب الأنصاريّ - وقد نزع عنه أذّى - :"نزع الله عنك ما تكره يا أبا أيّوب".


قال عمر بن الخطّاب: فحسب المرء من العيّ أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه
أن يجد على النّاس فيما تأتيه، وأن يظهر له من النّاس ما يخفى عليه من
نفسه.

وعن عمر رضي الله عنه قال: إن مما يصفّي وداد أخيك، أن تبدأه
بالسّلام إذا لقيته، وأن تدعوه بأحبّ الأسماء إليه، وأن توسّع له في
المجلس.

قال أيّوب الأنصاريّ:من أراد أن يكثر علمه، فليجالس غير عشيرته.

روى سفيان بن عيينة، عن مالك بن معن،قال: قال عيسى صلى الله عليه
وسلّم: جالسوا من تذكركم بالله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغّبكم في
الآخرة عمله.

قال المدائني:أوصى يحيى بن خالد ابنه، فقال: يا بنيّ إذا حدّثك جليسك
حديثاً، فأقبل عليه وأصغ إليه ، ولا تقل قد سمعته وإن كنت أحفظ له، وكأنك
لم تسمعه إلاّ منه، فإنّ ذلك يكسبك المحبة والميل إليك.


وعن عبد الملك بن عمير، قال: قال سعيد بن العاص:لجليسي عليّ ثلاث خصال: إذا دنا رحّبت به،وإذا جلس وسّعت له وإذا حدث أقبلت عليه.

وذكر ابن مقسم، قال:سمعت المبرِّد يقول : الاستماع بالعين، فإذا رأيت
عين من تحدّثه ناظرةً إليك فاعلم أنه يحسن الاستماع. وقد روينا هذا القول
عن سهل بن عبادة.


ومن حديث جابر عن النبيّ عليه السلام، أنّه قال:"من كان له أخٌ في الله فأكرمه فإنما يكرم الله".


وروينا عن ثعلب النحوي، أنّه قام لصديق قصده، وأنشده:


لئن قمت ما في ذاك منها غضاضةٌ*******عليّ وإنّي لـلـكـرام مـذلّـل

على أنّها منّي لـغـيرك هـحـنةً *******ولكنّها بيني وبـينـك تـجـمـل


ولغيره في هذا المعنى:


إذا ما تبدّى لنا طالـعـاً************حللنا الحبا وابتدرنا القياما

فلا تنكرنّ قيامـي إلـيه ***********فإنّ الكريم يجلُّ الكراما


وروينا من حديث عائشة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال:
"أنزلوا النّاس منازلهم". قال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: إذا الرجل عند
رجلٍ جالساً، فجاءه طالب حاجةٍ، فسكت عن عونه فقد أعان عليه.


قال عمرو بن العاص: لا أملُّ جليسي ما فهم عنّي، وإنما الملال لدناءة
الرّجال. قال:الشّعبيّ في قومٍ ذكرهم: ما رأيت مثلهم أشدّ تنابذاً في
مجلس، ولا أحسن فهماً من محدِّث.


روى الأصمعيّ عن العلاء بن جرير عن أبيه، قال: قال الأحنف بن قيس:لو جلس إليّ مائة لأحببت أن ألتمس رضى كلّ واحدٍ منهم.


وقال عبد الله بن عبّاس: أعز الناس عليّ جليسي الذي يتخطّى النّاس إليّ، أما والله إنّ الذّباب يقع عليه فيشقّ عليّ .قال كشاجم:


وجليسٍ لي أخي ثقةٍ**********كأن حديثه خـبـره

يسرّك حسن ظاهره***********وتحمد منه محتضره

ويستر عيب صاحبـه***********ويستر أنّه سـتـره


و قال آخر:


جليسٌ لـي لـه أدب***********رعاية مثله تجـب

لو انتقدت خـلائقـه ***********لبهرج عندها الذّهب


وعن ابن عبّاس، أنه قال: إنّي لأكره أن يطأ الرجل بساطي ثلاثاً فلا يرى عليه أثرى.


وعنه أيضاً رضي الله عنه، أنه سئل: من أكرم الناس عليك؟ قال: جليسي حتّى يفارقني.



قال معاوية لعرابة الأوسي:بأيّ شيءٍ استحققت أن يقول فيك الشّماّخ:


رأيت عرابة الأوسيّ يسمـو*******إلى الخيرات منقطع القرين

إذا ما رايةٌ رفعت لمـجـدٍ********تلقاّها عـرابة بـالـيمـين


فقال:عرابة: سماع هذا من غيري أولى بك وبي يا أمير المؤمنين،فقال: عزمت عليك لتخبرنّي.فقال: بإكرامي جليسي، ومحاماتي على صديقي.

فقال معاوية: لقد استحققت.


قال عليّ بن الحسين: ما جلس إليّ أحدٌ قط، إلاّ عرفت له فضله حتى
يقوم. قال أبو عبادة: ما جلس رجل بين يديّ، إلا مثّل لي أني جالس بين
يديه. روى عن عبد الله بن يزيد، وقد روى ذلك لأبي حازم، أنه قال: وطّن
نفسك على الجليس السوء، فإنه لا يكاد يخطئك. وقد روى ذلك عن الأحنف، والله
أعلم قال بعض الحكماء: رجلان ظالمان يأخذان غير حقّهما، رجلٌ وسّع له في
مجلس ضيّق فتربّع وتفتح، ورجلٌ أهديت إليه نصيحةٌ فجعلها ذنباً.


وقال مسعر بن كدام: رحم الله من أهدى إلىّ عيوبي في ستر بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع.


قال الأحنف: لأن أدعى من بعدٍ أحبّ إليّ من أن أقصى عن قرب.

وعن الأحنف أيضاً أنه قال: ما جلست مجلساً قطّ، أخاف أن أقام منه لغيري وقال البعيث بن حريث:


وإنّ مكاني في النّدىّ ومجلسي***********له الموضع الأقصى إذا لم أقرّب

ولست وإن قرّبت يومـاً بـبـائعٍ*************خلاقي ولا ديني ابتغاء التّحبُّـب

ويعتدّه قـومٌ كـثـيرٌ تـجـارةً****************و يمنعني من ذاك ديني ومنصبي


جلس رجل إلى الحسن بن عليّ رضي الله عنه، فقال: جلست إلينا على حين قيام، أفتأذن؟! كان يقال: إياك وكلُّ جليسٍ لا تصيب منه خيراً.


وعن معاذ بن جبل، أنه قال: إيّاك وكلّ جليسٍ لا يفيدك علماً.

كان يقال: من سرّه أن يعظم حلمه ، وينفعه علمه، فليقلّ من مجالسته من
كان بين ظهرانيه. وقال الحسن البصريّ: انتقوا الإخوان، والأصحاب،
والمجالس.

وروى هشام بن عروة ،عن محّمد بن المنكدر، قال : كان يقال: خياركم
ألينكم مناكب في الصلاة، وركناً في المجالس، الموطَّئون أكنافاً، الذين
يألفون ويؤلفون.

تباعد كعب الأحبار يوماً في مجلس عمر بن الخطاب، فأنكر ذلك عليه،
فقال: يا أمير المؤمنين! إنّ في حكمة لقمان ووصيته لابنه : إذا جلست إلى
ذي سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل، فلعلّه يأتيه من هو آثر عنده منك
فينحّيك فيكون نقصاً عليك.


وكان يقال: الجليس الصّالح خير من الوحدة، والوحدة خيرٌ من الجليس السّوء.

وعن جعفر بن سليمان الضّبعيّ، قال: رأيت مع مالك بن دينار كلباً، فقلت له: ما هذا؟ قال هذا خيرٌ من الجليس السوء.


قال زيادٌ: إنه ليعجبني من الرجال من إذا أتى مجلساً أن يعرف أين يكون
مجلسه، وإني لآتي المجلس، فأدع مالي مخافة أن أدفع عمّا ليس لي.

وكان الأحنف إذا أتاه رجلٌ أوسع له، فإن لم يكن له سعة أراه كأنّه يوسع له.

طرح أبو قلابة لجليس له وسادة، فردّها فقال له: أما سمعت الحديث: "لا تردن على أخيك كرامته".


قال ابن شبرمة لابنه: يا بنيّ! إياك وطول المجالسة، فإنّ الأسد إنما يجترئ عليها من أدام النظر إليها.


وهذا عندي مأخوذٌ من قول أردشير لابنه: يابنيّ لا تمكّن الناس من نفسك
فإن أجرأ النّاس على السّباع، أكثرهم لها معاينة. ومن هذا - والله أعلم -
أخذ ابن المعتزّ قوله:


رأيت حياة المرء ترخص قدره**************فإن مات أغلته المنايا الطّوائح

كما يخلق الثّوب الجديد ابتذالـه************كذا تخلق المرء العيون الّلوامح


ومن سوء الأدب في المجالسة: أن تقطع على جليسك حديثه، أو تبدره إلى
تمام ما ابتدأ به خبراً كان أو شعراً، تتمّ له البيت الذي بدأ به، وتريه
أنك أحفظ منه. فهذا غايةٌ في سوء المجالسة، بل يجب أن تصغي إليه كأنك لم
تسمعه قط إلاّ منه.


قيل لداود الطّائّي: لم تركت مجالسة الناس؟ قال: ما بقي إلاّ كبيرٌ يتحفّظ عليك، أو صغيرٌ لا يوقِّرك.


وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: لا تجالس عدوّك، فإنه يحفظ عليك سقطاتك ويماريك في صوابك.


قالت الخنساء:


إنّ الجليس يقول القول تحسـبـه***********خيراً وهيهات فانظر ما به التمسا


كان يقال: رأس التّواضع، الرّضا بالدُّون من المجلس. وهذا يروى عن ابن
مسعود أنّه قال:إنّ من التواضع أن ترضى بالدُّون من المجلس، وأن تبدأ
بالسّلام من لقيت.


قال إبراهيم النَّخعيّ إنّ الرجل ليجلس مع القوم فيتكلّم بالكلام،
يريد الله به، فتصيبه الرَّحمة فتعمُّ من حوله، وإنّ الرجل يجلس مع القوم
فيتكلّم بالكلام يسخط الله به، فتصيبه السَّخطة فتعمُّ من حوله.

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوماً في مجلسه، فرفع رأسه إلى
السّماء ثم طأطأه ثم رفعه فسئل عن ذلك فقال: "هؤلاء قومٌ كانوا يذكرون
الله فنزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة، وحفّتهم الملائكة كالقبّة،
فلما دنت منهم تكلّم رجلٌ منهم بباطلٍ فرفعت عنهم ثم تلا: "ويوم تقوم
السّاعة يومئذٍ يخسر المبطلون
".


وفي حديث أبي هريرة عن النبيّ عليه السلام، أنه قال: "ما جلس قومٌ
مجلساً يقرءون فيه القرآن، ويذكرون السُّنن، ويتعلمون العلم ويتدارسونه
بينهم، إلاّ حفّت بهم الملائكة، ونزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرحمة،
وذكرهم الله فيمن عنده، فقيل له يا رسول الله الرّجل يجلس إليهم وليس
منهم، ولا شأنه شأنهم، أتأخذه الرحمة معهم؟ قال:نعم، هم القوم لا يشقى بهم
جليسهم".



أنشد أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، ويقال إنها له:


إن صحبنا الملوك تاهوا وعقّوا************ واستخفّوا كبراً بحقّ الجليس

أو صحبنا النّجار صرنا إلى البؤ************س وعدنا إلى عداد الفـلـوس

فلزمنا البيوت نستخرج الـعـل************م ونملا به بطون الـطّـروس


كان يقال: ذوو المروءة والدّين، إذا أحرزوا القوت لزموا البيوت. أنشد
أبو عبد الله بن الأعرابيّ - صاحب الغريب -: لنا جلساءٌ ما نملّ حديثهم
ألّباء مأمونون غيباً ومشهدا


يفيدوننا من علمهم علم ما مضى***********وعقلاً وتأديباً ورأياً مـسـدّدا

بلا فتنةٍ تخشى ولا سوء عشرةٍ***********ولا نتّقي منهم لسـانـاً ولا يدا

فإن قلت أمواتٌ فلست بكـاذبٍ***********وإن قلت أحياءٌ فلست مفـنّـدا


ولهذا الشعر خبر لابن الأعرابي مع أحمد بن محمد بن شجاع، ذكرناه مع
الأبيات في آخر كتاب "بيان العلم وفضله". ولمحمد بن بشير في هذا المعنى من
قصيد له:

فصرت في البيت مسروراً تحدّثني عن*******علم ما غاب عنّي في الورى الكتب

فرداً تخبّرني الموتى وتنطق لـي***********فليس لي في أناسٍ غيرهـم أرب

لله من جلسـاءٍ لا جـلـيسـهـم***********ولا خليطهم للسوء مـرتـقـب

لا بادرات الأذى يخشى رفيقـهـم***********ولا يلاقيه منهم منـطـقٌ ذرب

أبقوا لنا حكماً تبقى منـافـعـهـا***********أخرى اللّيالي على الأيّام وانشعبوا

إن شئت من محكم الآثار يرفعهـا***********إلى النّبيّ ثقاتٌ خـيرةٌ نـجـب

أو شئت من عربٍ علماً بأوّلـهـم***********في الجاهلية تنبيني بها الـعـرب

أو شئت من سير الأملاك من عجمٍ***********تنبي وتخبر كيف الـرّأي والأدب

حتى كأنّي قد شاهدت عصرهم***********وقد مضت دونهم من دهرنا حقب

ما مات قومٌ إذا أبقوا لنا أدبـاً***********وعلم دينٍ ولا بانوا ولا ذهبوا


قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "كفارة ما يكون في المجلس من
الّلغط أن تقول: سبحانك الّلهمّ وبحمدك، لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب
إليك".


وفي حديث آخر: "كفارة ما يكون في المجلس ألاّ تقوم حتّى تقول: سبحانك
اللّهمّ وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، يا ربّ تب عليّ واغفر
لي، فإن كان مجلس لغوٍ كان كفّارته، وإن كان مجلس ذكرٍ كان كالطّابع
عليه".


وقال حّسان بن عطّية: ما من قوم كانوا في مجلس لغوٍ فختموه بالاستغفار إلاّ كتب لهم مجلسهم ذلك استغفاراً كله.


وروي عن جماعةٍ من أهل العلم بتأويل القرآن، في قول الله عز وجل:
"وسبح بحمد ربك حين تقوم"، منهم مجاهد وأبو الأحوص وعطاء ويحيى بن جعدة
قالوا: حين تقوم من كل مجلس تقول فيه: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب
إليك، قالوا: ومن قالها غفر له ما كان منه في المجلس.

وقال عطاء: إن كنت أحسنت ازددت إحساناً، وإن كان غير ذلك كان كفارة.

ومنهم من قال: تقول حين تقوم: سبحان الله وبحمده من كلّ مكانٍ ومن كلّ مجلس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من كتاب أدب المجالسة وحق الجليس الصالح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب إلكتروني .كتاب تراجم العلماء
» البيت الصالح
» البيت الصالح
» نماذج من تأثر السلف الصالح بالقرآن
» اجماع السلف الصالح على أن الايمان يزيد وينقص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الأحبة :: • منتدي الإبداع الأدبي :: منبر الابداع الادبي-
انتقل الى: