منبر الأحبة
مرحبا بك زائرنا الحبيب وأسعد الله اوقاتك معنا بكل خير
منبر الأحبة
مرحبا بك زائرنا الحبيب وأسعد الله اوقاتك معنا بكل خير
منبر الأحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منبر الأحبة

الإسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم يحيى
المديرة العامة
المديرة العامة
أم يحيى


عدد الرسائل : 793
البلد : أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل Ma10
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل Empty
مُساهمةموضوع: أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل   أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 14, 2007 11:42 pm

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره
، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل ، له
ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد


عندما نتحدث عند نزول القرآن سيتبادر إلى أذهاننا سؤال ما هو أول شيء نزل
من القرآن وما دمنا تحدثنا عن أول شيء نزل من القرآن فإن هذا يجر
بالمناسبة الحديث عن آخر شيء نزل من القرآن وهذا هو موضوع درسنا في هذا
اليوم.
أول ما نزل وآخر ما نزل نوعان :
النوع الأول: أول ما نزل وآخر ما نزل على وجه الإطلاق يعني أول شيء مطلقا في القرآن وآخر شيء مطلقا هذا هو النوع الأول.
والنوع الثاني: أول ما نزل وآخر ما نزل في موضوع خاص.
مثلا أول ما نزل في باب الجهاد، أول ما نزل في باب الزكاة أول ما نزل في
الصلاة أول ما نزل في الخمر أول ما نزل في الربا أول ما نزل في الزنا
وهكذا آخر ما نزل في كل موضوع من هذه الموضوعات المذكورة .
إذاً فأول ما نزل وآخر ما نزل يتحدث العلماء فيه من جهتين أول ما نزل وآخر ما نزل مطلقا وأول ما نزل وآخر ما نزل في موضوع خاص.
فنأخذ أول ما نزل مطلقا :
نقول إن العلماء -رحمه الله تعالى- اختلفوا في أول ما نزلوا مطلقا على أربعة أقوال:
فالقول الأول:
أن أول ما نزل من القرآن صدر سورة إقرأ، الآيات الخمس منها، عندما
نزل جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في غار حراء فقال اقرأ،
قال: ما أنا بقارئ قال اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: ﴿ اقْرأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1 ﴾ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2 ﴾ اقْرَأْ
وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ﴿3 ﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4 ﴾ عَلَّمَ
الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿5 ﴾ ﴾ [العلق: 1- 5]، رواية عائشة رضي الله
تعالى عنها في صحيح البخاري التي حدثت بها في هذا الموضوع وهي أصرح ما
يعرف في هذا الباب وأصوبه، تقول عائشة رضي الله تعالى عنها فيما رواه
البخاري ومسلم: « أول ما بدء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي
الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب
إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد يعني يتحنث هو
التعبد- فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك،
ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه
الملك فقال اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد
ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ
مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني
الثالثة، ثم أرسلني فقال: ﴿ اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1 ﴾
خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2 ﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ﴿3 ﴾ ﴾
[العلق: 1- 3] » في رواية البخاري وقعت مختصرة ذكر ثلاثة آيات وفي رواية
مسلم وقعت كاملة فذكر خمس آيات قال: فرجع بها رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها، فقال:
زملوني زملوني. الحديث .
فهذه الرواية صريحة في أن أول ما نزل من القرآن هو مطلع سورة العلق. وهذا القول هو الذي عليه جماهير العلماء وهو الذي استقرت عليه الأمة بعد ذلك.
القول الثاني :
وهو قول عند التأمل نجد أنه يؤول إلى القول الأول وهو أن أول ما نزل من القرآن سورة المدثر
وما كنا لنقول بذلك لولا أن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه وأرضاه
قال به بناء على ما فهمه ولم يكن عنده علمٌ بحديث عائشة الذي حدثت به،
فماذا قال جابر؟
روى مسلم في صحيحه قال يحيى بن أبي كثير سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن
عوف: أي القرآن أنزل أولا قال: ﴿ يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر:
1]، فقلت: أنبئت أنه ﴿ اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [ العلق:
1]، فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل أول، فقال: ﴿
يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1]، فقلت لجابر: أنبئت أنه ﴿ اقْرأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [ العلق: 1]، فقال، لا أخبرك إلا بما
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت فاستقبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي
وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض -انتبه
إلى قوله فإذا هو يشير إلى من؟ يشير إلى جبريل، يعني كأنه شيء آخر قد ذكر
في حديث سابق لم يعلمه جابر رضي الله عنه - قال: فأتيت خديجة فقلت دسروني
وصبوي علي ماءً بارداً وأنزل علي ﴿ يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ ﴿1 ﴾ قُمْ
فَأَنذِرْ ﴿2 ﴾ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿3 ﴾ ﴾ [المدثر: 1- 3]، إن هذه
الرواية تشير إشارة لطيفة إلى أن جابراً إنما حدًّث بما يعلم ولم يكن يعلم
عما حدثت به عائشة رضي الله تعالى عنها مما هو صريح في هذا الباب .
ومما يؤكد أن القرآن نزل على النبي -صلى الله عليه
وسلم- أو أن الوحي نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بإقرأ قبل يا أيها
المدثر الرواية الأخرى من حديث جابر حيث يقول
(بينا إذ أنا أمشي
إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على
كرسي بين السماء والأرض) فإذا الملك الذي جاءني بحراء هذا واضح في أن
جبريل قد جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك وأنزل عليه شيئا قبل هذا
الأمر فرعبت منه، فرجعت فقلت زملوني زملوني، فأنزل الله تعالى: ﴿ يَا
أَيُّهَا المُدَّثِّرُ ﴿1 ﴾ قُمْ فَأَنذِرْ ﴿2 ﴾ ﴾ [المدثر: 1، 2]، إلى
قوله ﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴿5 ﴾ ﴾ [المدثر: 5]، فحمي الوحي وتتابع.
إذاً لا مجال للشك في أن أول ما نزل من القرآن هو صدر سورة ﴿ اقْرأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1 ﴾ [العلق: 1]، أي الآيات الخمس الأُوَل
من هذه السورة، وأما ﴿ يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1]، فهي نزلت
بعد ذلك .
ولذلك العلماء يقولون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نُبئَ بإقرأ، يعني
كانت نبوته بسورة اقرأ، لأن الوحي نزل عليه بها، وأرسل بأي شيء ؟بـ ﴿ يَا
أَيُّهَا المُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1]، لأن الله قال له: ﴿ قُمْ فَأَنذِرْ
﴿2 ﴾ ﴾ [المدثر: 1، 2]، فهذه أمر له بأن يبلغ ، وتعلمون أن الرسول هو من
أمر بتبليغ الشرع الذي أوحي إليه.
هذان قولان هما يعني أكثر الأقوال قوة،
وهناك قولان آخران لكنهما ضعيفان وذلك بسبب أن الروايات التي اعتمد عليها القولان أقوال ضعيفة لا يحتج بها .
فمنهم من قال: أن أول ما نزل سورة الفاتحة وهذا غير صحيح بل باطل قطعا. والقول الرابع أن أول ما نزل بسم الله الرحمن الرحيم وهذا أيضاً قول غير صحيح، وليس هناك من الأدلة الصحيحة ما يثبته أو يدعمه، أو يقوم مقام حديث عائشة الصحيحة الصريح في هذه المسألة.
أما آخر ما نزل مطلقا:

ففيه أقوال كثيرة، وسبب كثرة الأقوال فيه
هو أن كل واحد من الأصحاب حدث بما علم، لم يسمع النبي -صلى الله عليه
وسلم- أو لم يطلع على أن الوحي نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بشيء
غير الذي سمعه فحدث بالذي سمعه، فمن أجل ذلك كثرت الأقوال في بيان آخر ما
نزل من القرآن الكريم هذا هو السبب في كثرة الأقوال حتى بلغت أكثر من تسع
أقوال، تسعة أقوال في آخر ما نزل مطلقاً من القرآن الكريم، سوف نستعرض أهم
هذه الأقوال بإذن الله -جل وعلا-
.
القول الأول: أن آخر ما نزل من القرآن آية الربا .
وبه قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وابن عباس
وأبو سعيد الخدري والزهري من علماء التابعين وغيرهم من العلماء الذين
رجحوا هذا القول كابن حجر، والسيوطي وغيرهم من الأئمة،
فإنهم
يقولون : إن آية الربا أو آيات الربا التي في آخر سورة البقرة، وهي قول
الله -سبحانه وتعالى- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿278 ﴾ فَإِن
لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن
تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ
تُظْلَمُونَ ﴿279 ﴾ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ ﴿280 ﴾ ﴾ [البقرة: 278-
280]، إلى آخر الآيات يقولون إن هذه آخر القرآن عهداً بالله -سبحانه
وتعالى- يعني أنها آخر ما نزل من القرآن الكريم.
القول الثاني في المسألة قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281] . وهي
الآية التي تلي آيات الربا تلك حيث يقول الله -سبحانه وتعالى- ﴿ وَإِن
كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ
لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿280 ﴾ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ
فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ
لاَ يُظْلَمُونَ ﴿281 ﴾ ﴾ [البقرة: 280، 281]، فيرى أهل هذا القول أن قوله
تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة:
281]، آخر آية أنزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم ، بل يقول سعيد بن
جبر: لم يكن بينها وبين موت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا تسع ليال وقد
ثبت القول بآخريتها عن ابن عباس وعن جماعة من السلف منهم، السدي, العوفي ،
وعكرمة، وغالب تلاميذ، ابن عباس كانوا يقولون بهذا القول.

القول الثالث: أنها آية الدين . وبه قال الذهري وابن المسيب يرون أن آية الدين آخر ما نزلت.


عندما تتأمل هذه الأقوال الثلاثة، تجد أنها جميعا في موضع واحد ولذلك نحن نقول :
إن هذا الموضع كله هو آخر ما نزل من القرآن لأن غالب الصحابة
والتابعين نصوا على هذا الموطن وإنما ذكر بعضهم أوله، وذكر بعضهم آخره،
فتجد أن آية الدين والآية التي قبله وهي ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ
فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281]، والآيات التي قبل هذه الآية وهي:
آيات تحريم الربا كلها في مقطع واحد مما يدل على أن هذه الآيات كلها هي
آخر ما نزل من كتاب الله -سبحانه وتعالى .
وفيه مناسبة وبذلك جماعة من أهل العلم يرون أن قوله ﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً
تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281]، هي أنسب ما ينبغي أن
يقال أنها آخر آية لأن فيها تذكيراً بتقوى الله -سبحانه وتعالى- الذي هو
جماع الدين وتذكير بالبعث والجزاء والنشور والرجعة إلى الله -سبحانه
وتعالى ، هذه الأقوال الثلاثة هي أهم الأقوال في المسألة .
ثم نشير إلى بقية الأقوال لنبين أن كل من قال إن آخر آية أو سورة نزلت إنما يريد آخرية مقيدة ولعلنا بالمثال ندلل على هذا المقال:-
فالقول الرابع في المسألة أن آية الكلالة التي في آخر
سورة النساء، وهي قوله ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي
الكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ ﴾
[النساء: 176]
، إلى آخر الآية أنها آخر ما نزل وبهذا قال البراء بن عازب -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- فنقول
: هذه الآية هي آخر ما نزل بالنسبة لآيات المواريث، وإلا فقد ثبت عن
الصحابة ما يدل ويبين أن آخر ما نزل هي آيات الربا وآخرها ﴿ وَاتَّقُوا
يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281].
القول الخامس في هذه المسألة قول من قال: ﴿ وَمَن
يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً
﴿93 ﴾ ﴾ [النساء: 93]،
فهذه الآية ورد عن ابن عباس أنها آخر آية قال
سعيد بن جبير: أشكلت آية القتل على أهل الكوفة فرحلت إلى ابن عباس أسأله
عنها فلما جئته قلت له ما تقول في هذا فقال: إن آخر آية نزلت ﴿ وَمَن
يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا
﴾ [النساء: 93]، قلت ما تقول في قول الله -سبحانه وتعالى- ﴿ وَالَّذِينَ
لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ
الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ ﴾ [الفرقان:
68]، وقال بعدها إلا من تاب فقال هذه نزلت في مكة وتلك نزلت في المدينة
وقد نسختها ولم ينزل بعدها شيء، ففهم منه بعض العلماء أن قوله ولم ينزل
بعدها شيء، أنها آخر آية نزلت في القرآن وإنما مراد ابن عباس -رضي الله
عنهما- أنها آخر آية نزلت في موضوع القتل العمد، وليست آخر آية نزلت مطلقا
من القرآن الكريم.
السادس: الآيتان الأخيرتان من سورة التوبة: ﴿ لَقَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾
[التوبة: 128] .

وهذا قال به أبي بن كعب -رضي الله تعالى عنه-
فإن الصحابة لما كانوا يكتبون القرآن فوصلوا إلى الآيات الأخيرة من سورة
التوبة قال لهم أُبَيٌ : عندي آخر آيتين نزلت من القرآن وإنما يعني بذلك
-رضي الله تعالى عنه وأرضاه- آخر آيتين أنزلت في هذه السورة.
القول السابع: قول الله تعالى: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ
رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ
أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ ﴾ [آل عمران: 195] .

وهذا قالت به أم سلمة -رضي الله تعالى عنها-
والمتأمل لحديثها يعلم أنها لم ترد بها آخر آية أنزلت من القرآن وإنما
المقصود، آخر آية نزلت في موضوع ذكر النساء والرجال، لأنها قالت لرسول
الله -صلى الله عليه وسلم- شاكيتا، « مالي أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر
النساء » فأنزل الله -سبحانه وتعالى- قوله: ﴿ إِنَّ المُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ
وَالْقَانِتَاتِ ﴾ [الأحزاب: 35]، وأنزل أيضاً آية أخرى في هذا الباب: ﴿
وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ
لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا
اكْتَسَبْنَ ﴾ [النساء: 32]، ثم قالت وأنزل الله -سبحانه وتعالى- ﴿
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم
مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى ﴾ [آل عمران: 195]، وهذا آخر ما أنزل يعني: في
ذكر النساء مع الرجال في أمر الشرع.

إذاًهذه أقوال قد ذكرت فيها آخرية لكن هذه الآخرية تحمل على أمر مقيد.



إشكال وجوابه

كيف يقول آخر ما أنزل آيات الربا وقوله تعالى ﴿
وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ
نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة:281]، وهناك آية
تشعر بألفاظها بأنها آخر ما أنزل من القرآن الكريم وهي قول الله -سبحانه
وتعالى- ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3]، هذه الآية
تشعر بلفظها أن الدين قد كمل وأن الإسلام تم وأنه لا ينزل قرآن بعد هذه
الآية فما هو جواب هذا الإشكال؟

الحقيقة أن العلماء -رحمه الله تعالى- ذكروا جوابا لهذا بَيِّنَاً
فقالوا: إن قوله ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، يحمل الدين هنا على الحج، يعني أكمل الله لنا الحج،
وقال آخرون ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، أنه لن ينزل شيء من الشرائع والأوامر والنواهي بعد هذه الآية وهذا قول فيه ما فيه.
القول الثالث : وهو الذي رحجه الطبري -رحمه الله تعالى-، قال: إن
قوله ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3]، المقصود بإكمال الدين يعني ظهور الإسلام، ورفعة هذا الدين حتى إن المسلمين يحجون ذلك العام وليس معهم مشرك لأن
النبي -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي قبله قد بعث من أصحابه من ينذر
المشركين أن لا يحجوا بعد ذلك العام، فلم يحج مع رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- مشرك واحد فكان ذلك هو كمال الدين وتمامه وتمام النعمة على رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى أصحابه وليس معنى ذلك ألا ينزل بعد هذه
الآية قرآن أو ألا يكون بعدها أمر أو نهي

هذا جواب هذا الإشكال الذي قد يرد على قلب طالب العلم والله -سبحانه وتعالى- أعلى وأعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القرآن الكريم
» القول في أول ما نزل من القرآن
» القول في آخر ما نزل من القرآن
» فتاوي تخص القرآن الكريم..
» هل في السنة دعاء بعد ختم القرآن ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الأحبة :: • منتدى الشريعة والدعوة :: منبر علوم القرأن وتفسيره وتعريفه-
انتقل الى: