أم يحيى المديرة العامة
عدد الرسائل : 793 البلد : تاريخ التسجيل : 26/11/2007
| موضوع: لماذا يدعو الإنسان ولايستجاب له ؟للشيخ محمد بن صالح العثيمين الخميس مايو 15, 2008 10:43 pm | |
| لماذا يدعو الإنسان ولا يستجاب له ؟ للشيخ محمد بن صالح العثيمينوسئل فضيلة الشيخ : لماذا يدعو الإنسان ولا يستجاب له ؟ والله عز وجل يقول : ( ادعوني أستجب لكم ) ؟فأجاب فضيلته بقوله : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابهأجمعين، وأسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدة،وقولاً، وعملاً، يقول : الله عز وجل: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إنالذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) . ويقول : السائل : إنهدعا الله عز وجل ولم يستجب الله له فيستشكل هذا الواقع مع هذه الآيةالكريمة التي وعد الله تعالى فيها من دعاه بأن يستجيب له والله سبحانهوتعالى لا يخلف الميعاد. والجواب على ذلك أن للإجابة شروطاً لابد أن تتحققوهي:الشرط الأول: الإخلاص لله عز وجل بأن يخلصالإنسان في دعائه فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر صادق في اللجوءإليه عالم بأنه عز وجل قادر على إجابة الدعوة، مؤمل الإجابة من اللهسبحانه وتعالى.الشرط الثاني: أن يشعر الإنسان حال دعائهبأنه في أمسِّ الحاجة بل في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى وأن اللهتعالى وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أما أن يدعوالله عز وجل وهو يشعر بأنه مستغن عن الله سبحانه وتعالى وليس في ضرورةإليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط فإن هذا ليس بحري بالإجابة.الشرط الثالث: أن يكون متجنباً لأكل الحرامفإن أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال: " إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمرالمؤمنين بما أمر به المرسلين " فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوامن طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) . وقال تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ) . ثم ذكر النبي صلى اللهعليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا ربومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأنى يستجاب له". فاسبتعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب لهذا الرجلالذي قام بالأسباب الظاهرة التي بها تستجلب الإجابة وهي: أولاً : رفع اليدين إلى السماء أي إلى الله عز وجل لأنهتعالى في السماء فوق العرش، ومد اليد إلى الله عز وجل من أسباب الإجابةكما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند : " إن الله حيي كريم،يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً".ثانياً : هذا الرجل دعا الله تعالى باسم الرب " يا رب يا رب " والتوسلإلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة ، لأن الرب هو الخالق المالكالمدبر لجميع الأمور فبيده مقاليد السماوات والأرض ولهذا تجد أكثر الدعاءالوارد في القرآن الكريم بهذا الاسم: ( ربنا إننا سمعنا منادياً يناديللإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفرلنا ذنوبنا وكفرعنا سيئاتناوتوفنا مع الأبرار . ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامةإنك لا تخلف الميعاد . فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكرأو أنثى بعضكم من بعض ). الآيات. فالتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم منأسباب الإجابة.ثالثاً: هذا الرجل كان مسافراً والسفر غالباً من أسباب الإجابة لأنالإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله عز وجل والضرورة إليه أكثر مماإذا كان مقيماً في أهله، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عندهأن يلتجىء إلى الله ويدعوه على أي حال كان هو سواء كان أشعث أغبر أممترفاً، والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبيصلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهيالملائكة بالواقفين فيها يقول : " أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق".هذه الأسباب لإجابة الدعاء لم تجد شيئاً، لكون مطعمهحراماً ، وملبسه حراماً ، وغذي بالحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فأنى يستجاب له " فهذه الشروط لإجابة الدعاء إذا لم تتوافر فإن الإجابة تبدو بعيدة، فإذاتوافرت ولم يستجب الله للداعي، فإنما ذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل ولايعلمها هذا الداعي، فعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم وإذا تمت هذه الشروطولم يستجب الله عز وجل فإنه إما أن يدفع عنه من السوء ما هو أعظم، وإما أنيدخرها له يوم القيامة فيوفيه الأجر أكثر وأكثر، لأن هذا الداعي الذي دعابتوفر الشروط ولم يستجب له ولم يصرف عنه من السوء ما هو أعظم، يكون قد فعلالأسباب ومنع الجواب لحكمة فيعطى الأجر مرتين مرة على دعائه ومرة علىمصيبته بعدم الإجابة فيدخر له عند الله عز وجل ما هو أعظم وأكمل.ثم إن المهم أيضاً أن لا يستبطىء الإنسان الإجابة، فإن هذا من أسباب منع الإجابة أيضاً كماجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل".قالوا كيف يعجل يا رسول الله؟ قال: " يقول : : دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجبلي" . فلا ينبغي للإنسان أن يستبطىء الإجابة فيستحسر عن الدعاء ويدعالدعاء بل يلح في الدعاء فإن كل دعوة تدعو بها الله عز وجل فإنها عبادةتقربك إلى الله عز وجل وتزيدك أجراً فعليك يا أخي بدعاء الله عز وجل في كلأمورك العامة والخاصة الشديدة واليسيرة، ولو لم يكن من الدعاء إلا أنهعبادة لله سبحانه وتعالى لكان جديراً بالمرء أن يحرص عليه. والله الموفق. http://www.islamspirit.com/article012.php[/size][/b] | |
|